جدول المحتويات
المقدمة: جمال آمن لبشرة صحية
في عالم يزخر بمنتجات التجميل والعناية بالبشرة، أصبح السعي وراء الجمال أمراً يسيراً بفضل التنوع الهائل في الخيارات المتاحة. ومع ذلك، يزداد الوعي يوماً بعد يوم بأهمية التدقيق في المكونات التي تحتويها هذه المنتجات، فما نضعه على بشرتنا لا يبقى سطحياً، بل يمكن أن يتغلغل إلى أعماق الجلد ويصل إلى مجرى الدم، مؤثراً بذلك على صحتنا العامة على المدى الطويل.
لم يعد الأمر مقتصراً على البحث عن منتجات تمنحنا مظهراً جذاباً فحسب، بل امتد ليشمل البحث عن منتجات آمنة لا تضر بصحتنا أو ببيئتنا. تزايد القلق بشأن المواد الكيميائية الضارة في مستحضرات التجميل ليس مجرد صيحة عابرة، بل هو نتيجة لدراسات علمية متزايدة تكشف عن الارتباط بين بعض هذه المكونات ومشاكل صحية خطيرة، تتراوح من الحساسية والتهيج الجلدي البسيط إلى الاضطرابات الهرمونية وحتى الأمراض المزمنة.
تحذير مهم
هذا الوعي المتنامي دفع العديد من المستهلكين والمنظمات الصحية إلى المطالبة بشفافية أكبر من الشركات المصنعة، وبمنتجات خالية من المواد التي قد تشكل خطراً على الصحة.
تهدف هذه المقالة إلى أن تكون دليلك الشامل لفهم المكونات الكيميائية الشائعة التي يجب تجنبها في مستحضرات التجميل. سنستعرض بالتفصيل ماهية هذه المواد، أضرارها المحتملة على بشرتك وصحتك، وكيفية التعرف عليها من خلال قراءة ملصقات المكونات بذكاء. كما سنقدم لك نصائح حول البدائل الآمنة والطبيعية، لتمكينك من اتخاذ قرارات مستنيرة نحو جمال واعٍ ومستدام.
لماذا يجب أن نهتم بما نضعه على بشرتنا؟
قد يظن البعض أن مستحضرات التجميل تعمل فقط على السطح الخارجي للبشرة، وأن تأثيرها لا يتجاوز الطبقة العليا. لكن الحقيقة العلمية تؤكد أن البشرة، وهي أكبر عضو في جسم الإنسان، ليست مجرد حاجز واقٍ، بل هي أيضاً عضو حيوي يمتص المواد الكيميائية التي تلامسها.
هذا الامتصاص يمكن أن يكون له عواقب وخيمة، حيث تنتقل هذه المواد من سطح الجلد إلى مجرى الدم، ومن ثم إلى الأعضاء الداخلية، مما قد يؤثر على وظائف الجسم المختلفة. أثبتت الدراسات أن الامتصاص عبر الجلد قد يكون أكثر خطورة من الابتلاع عبر الفم في بعض الحالات، وذلك لأن المواد الممتصة عبر الجلد تتجاوز الجهاز الهضمي والكبد، اللذين يلعبان دوراً في تكسير السموم وإزالتها من الجسم.
التأثيرات الصحية المحتملة للمواد الضارة:
- الحساسية والتهيج الجلدي: العديد من المواد الكيميائية، خاصة العطور الاصطناعية والأصباغ والمواد الحافظة، يمكن أن تسبب تهيجاً، احمراراً، حكة، أو طفحاً جلدياً، خاصة لدى الأشخاص ذوي البشرة الحساسة.
- اضطرابات هرمونية (مخلات الغدد الصماء): بعض المواد الكيميائية، مثل البارابين والفثالات، تُعرف بأنها مخلات للغدد الصماء.
- مشاكل الجهاز التنفسي: العطور الاصطناعية والمواد المتطايرة الأخرى يمكن أن تسبب مشاكل في الجهاز التنفسي، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من الربو أو الحساسية.
- السرطان: بعض المكونات، مثل الفورمالديهايد وبعض أصباغ قطران الفحم، مصنفة كمواد مسرطنة محتملة أو مؤكدة.
- تلف الكبد والكلى: تراكم بعض المواد الكيميائية في الجسم يمكن أن يؤثر سلباً على وظائف الأعضاء الحيوية مثل الكبد والكلى.
هذا الوعي المتزايد بالمخاطر المحتملة أدى إلى ظهور مفهوم “الجمال النظيف” (Clean Beauty)، الذي يركز على استخدام منتجات خالية من المكونات الضارة المحتملة، وتعتمد على مكونات طبيعية وآمنة قدر الإمكان.
قائمة المواد الكيميائية الضارة الشائعة التي يجب تجنبها
في رحلتنا نحو فهم أعمق لمستحضرات التجميل، من الضروري التعرف على المكونات التي قد تسبب ضرراً لبشرتنا وصحتنا. فيما يلي قائمة بأبرز المواد الكيميائية التي يجب الانتباه إليها وتجنبها قدر الإمكان:
1. البارابين (Parabens)
ما هو؟ البارابين هي مجموعة من المواد الكيميائية التي تستخدم على نطاق واسع كمواد حافظة في مستحضرات التجميل ومنتجات العناية الشخصية، مثل الشامبو، البلسم، المرطبات، المكياج، وحتى بعض الأطعمة والأدوية.
أضراره المحتملة:
- اضطراب هرموني: يُعرف البارابين بأنه من مخلات الغدد الصماء، مما يعني أنه يمكن أن يحاكي هرمون الإستروجين الطبيعي في الجسم.
- سرطان الثدي: أظهرت بعض الدراسات وجود البارابين في أنسجة أورام سرطان الثدي.
- تهيج الجلد: يمكن أن يسبب البارابين تهيجاً جلدياً، خاصة لدى الأشخاص ذوي البشرة الحساسة.
أسماء شائعة على ملصقات المكونات:
- Methylparaben (ميثيل بارابين)
- Propylparaben (بروبيل بارابين)
- Butylparaben (بوتيل بارابين)
- Ethylparaben (إيثيل بارابين)
2. الفثالات (Phthalates)
ما هي؟ الفثالات هي مجموعة من المواد الكيميائية تستخدم بشكل أساسي لجعل البلاستيك أكثر مرونة ومتانة. في مستحضرات التجميل، تستخدم الفثالات عادة كمذيبات، أو كمثبتات للعطور لجعل الرائحة تدوم لفترة أطول.
أضرارها المحتملة:
- اضطراب هرموني: يمكن للفثالات أن تتداخل مع إنتاج ووظيفة الهرمونات، خاصة هرمونات الذكورة (الأندروجينات).
- مشاكل الإنجاب: ربطت بعض الدراسات التعرض للفثالات بانخفاض جودة الحيوانات المنوية لدى الرجال، ومشاكل في الخصوبة لدى النساء.
- مشاكل النمو: هناك مخاوف من أن التعرض للفثالات أثناء الحمل قد يؤثر على نمو وتطور الجنين.
أسماء شائعة على ملصقات المكونات:
- DBP (Dibutyl Phthalate)
- DEHP (Diethylhexyl Phthalate)
- DEP (Diethyl Phthalate)
3. السلفات (Sulfates)
ما هي؟ السلفات هي عوامل خافضة للتوتر السطحي (Surfactants) تستخدم على نطاق واسع في الشامبو، غسول الجسم، معجون الأسنان، ومنظفات الوجه. وظيفتها الأساسية هي إنتاج الرغوة الكثيفة وإزالة الزيوت والأوساخ بفعالية.
أضرارها المحتملة:
- تهيج الجلد وفروة الرأس: يمكن أن تكون السلفات قاسية على البشرة وفروة الرأس، مما يسبب الجفاف، الحكة، الاحمرار، والتهيج.
- جفاف الشعر والبشرة: تعمل السلفات على تجريد الشعر والبشرة من زيوتها الطبيعية.
- تفاقم مشاكل البشرة: قد تزيد السلفات من مشاكل حب الشباب أو الوردية لدى بعض الأشخاص.
أسماء شائعة على ملصقات المكونات:
- Sodium Lauryl Sulfate (SLS)
- Sodium Laureth Sulfate (SLES)
- Ammonium Lauryl Sulfate (ALS)
4. العطور الاصطناعية (Synthetic Fragrances)
ما هي؟ العطور الاصطناعية، أو “Fragrance” / “Parfum” كما تظهر على ملصقات المكونات، هي مزيج معقد من عشرات أو حتى مئات المواد الكيميائية غير المعلنة. الشركات ليست ملزمة بالكشف عن المكونات الفردية للعطور لأنها تعتبر “أسراراً تجارية”.
أضرارها المحتملة:
- الحساسية والتهيج: يمكن أن تسبب العطور الاصطناعية تفاعلات تحسسية مثل الطفح الجلدي، الحكة، الاحمرار، الأكزيما، والصداع.
- مشاكل الجهاز التنفسي: قد تؤدي إلى تفاقم أعراض الربو والحساسية، وتسبب مشاكل في التنفس.
- اضطرابات هرمونية: بعض المواد الكيميائية المستخدمة في العطور الاصطناعية، مثل الفثالات، يمكن أن تكون مخلات للغدد الصماء.
أسماء شائعة على ملصقات المكونات:
- Fragrance
- Parfum
- Perfume
5. الفورمالديهايد ومطلقات الفورمالديهايد
ما هو؟ الفورمالديهايد هو غاز عديم اللون ذو رائحة نفاذة، يستخدم كمادة حافظة ومطهر. في مستحضرات التجميل، غالباً ما تستخدم “مطلقات الفورمالديهايد”، وهي مواد كيميائية تطلق الفورمالديهايد ببطء بمرور الوقت للحفاظ على المنتج من التلوث البكتيري.
أضراره المحتملة:
- مهيج قوي: يمكن أن يسبب تهيجاً شديداً للجلد، العينين، والجهاز التنفسي.
- مادة مسرطنة محتملة: صنفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) الفورمالديهايد كمادة مسرطنة للإنسان.
- حساسية التلامس: يمكن أن يسبب حساسية تلامسية، وهي رد فعل تحسسي يظهر على الجلد عند ملامسة المادة.
أسماء شائعة على ملصقات المكونات:
- Formaldehyde
- DMDM Hydantoin
- Imidazolidinyl Urea
- Quaternium-15
6. التريكلوسان (Triclosan)
ما هو؟ التريكلوسان هو عامل مضاد للبكتيريا والفطريات يستخدم في مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك الصابون المضاد للبكتيريا، معجون الأسنان، مزيلات العرق، وبعض مستحضرات التجميل.
أضراره المحتملة:
- مقاومة المضادات الحيوية: هناك قلق من أن الاستخدام الواسع للتريكلوسان قد يساهم في تطوير سلالات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية.
- اضطراب هرموني: يُعتقد أنه مخل للغدد الصماء، حيث يمكن أن يتداخل مع وظيفة هرمونات الغدة الدرقية.
- تأثير بيئي: يعتبر التريكلوسان ملوثاً بيئياً، حيث يتراكم في البيئة المائية ويؤثر على الحياة البحرية.
7. الزيوت المعدنية (Mineral Oil) والبترول (Petroleum)
ما هي؟ الزيوت المعدنية والبترول هي منتجات ثانوية لعملية تكرير النفط. تستخدم في مستحضرات التجميل كمرطبات رخيصة الثمن، حيث تشكل طبقة عازلة على سطح البشرة لمنع فقدان الرطوبة.
أضرارها المحتملة:
- سد المسام وحب الشباب: يمكن أن تسد الزيوت المعدنية والبترول المسام، مما يؤدي إلى ظهور الرؤوس السوداء، الرؤوس البيضاء، وحب الشباب.
- عدم السماح للبشرة بالتنفس: تشكل طبقة عازلة تمنع البشرة من التنفس بشكل طبيعي.
- تلوث محتمل: إذا لم يتم تكريرها بشكل صحيح، قد تحتوي على شوائب ضارة.
أسماء شائعة على ملصقات المكونات:
- Mineral Oil
- Petroleum
- Petrolatum
- Paraffin Wax
8. الأصباغ الصناعية (Synthetic Dyes/Colors)
ما هي؟ الأصباغ الصناعية هي مواد كيميائية تستخدم لإضفاء اللون على مستحضرات التجميل. غالباً ما تكون مشتقة من قطران الفحم أو البترول.
أضرارها المحتملة:
- الحساسية والتهيج: يمكن أن تسبب تفاعلات تحسسية وتهيجاً جلدياً، خاصة لدى الأشخاص ذوي البشرة الحساسة.
- احتمالية التسرطن: بعض الأصباغ، خاصة تلك المشتقة من قطران الفحم، ارتبطت باحتمالية التسرطن في بعض الدراسات.
- تلوث المعادن الثقيلة: قد تحتوي بعض الأصباغ على معادن ثقيلة كشوائب، والتي يمكن أن تكون سامة للجسم.
أسماء شائعة على ملصقات المكونات:
- CI 77491 (أكسيد الحديد الأحمر)
- FD&C Yellow No. 5
- D&C Red No. 33
كيف تقرأ ملصقات المكونات بذكاء؟
بعد أن تعرفنا على أبرز المواد الكيميائية التي يجب تجنبها، تأتي الخطوة الأهم: كيف يمكننا تطبيق هذه المعرفة عند شراء مستحضرات التجميل؟ الإجابة تكمن في قراءة ملصقات المكونات بذكاء. قد تبدو هذه الملصقات معقدة ومليئة بالأسماء العلمية الغريبة، ولكن مع بعض الإرشادات، يمكنك فك شفرتها واتخاذ قرارات مستنيرة.
أهمية قراءة الملصقات:
- حماية صحتك: هي خط دفاعك الأول ضد التعرض للمواد الضارة التي قد تسبب الحساسية، التهيج، أو مشاكل صحية أعمق.
- التحقق من الادعاءات التسويقية: العديد من المنتجات تدعي أنها “طبيعية” أو “عضوية” أو “خالية من المواد الكيميائية”، ولكن قراءة الملصق تكشف الحقيقة.
- تحديد المكونات النشطة: تساعدك على معرفة المكونات التي تعمل بالفعل في المنتج، وما إذا كانت بتركيزات كافية لتحقيق الفائدة المرجوة.
نصائح للتعرف على المكونات الضارة:
- ابحث عن الأسماء الشائعة: تذكر الأسماء التي ذكرناها سابقاً مثل “Paraben”، “Phthalate”، “Sulfate”، “Fragrance”، “Formaldehyde”، “Triclosan”، “Mineral Oil”، و“Petrolatum”.
- قائمة المكونات بترتيب تنازلي: يتم سرد المكونات عادة بترتيب تنازلي حسب تركيزها في المنتج. هذا يعني أن المكونات المدرجة في بداية القائمة موجودة بكميات أكبر.
- احذر من مصطلح “Fragrance” أو “Parfum”: هذا المصطلح يمكن أن يخفي وراءه مئات المواد الكيميائية غير المعلنة، بما في ذلك الفثالات.
- استخدم تطبيقات فحص المكونات: هناك العديد من التطبيقات والمواقع الإلكترونية المتاحة التي تتيح لك مسح باركود المنتج أو إدخال قائمة المكونات، لتقييم سلامتها.
- ابحث عن شهادات الجودة: بعض المنتجات تحمل شهادات من منظمات مستقلة تؤكد خلوها من مواد معينة أو التزامها بمعايير عضوية أو طبيعية.
- كن حذراً من “الأخضر المغسول” (Greenwashing): بعض الشركات تستخدم مصطلحات تسويقية مثل “طبيعي”، “نقي”، “صديق للبيئة” دون أن تكون منتجاتها كذلك بالفعل.
إن قراءة ملصقات المكونات تتطلب بعض الممارسة، ولكنها استثمار قيم في صحتك وسلامة بشرتك. لا تتردد في البحث عن أي مكون لا تفهمه، فالمعرفة هي مفتاح الاختيار الصحيح.
بدائل طبيعية وآمنة لمستحضرات التجميل
بعد أن تعرفنا على المكونات التي يجب تجنبها، قد تتساءل: ما هي البدائل المتاحة؟ لحسن الحظ، هناك توجه متزايد نحو مستحضرات التجميل التي تعتمد على مكونات طبيعية وآمنة، والتي توفر الفعالية دون المساومة على الصحة.
التوجه نحو المنتجات الطبيعية والعضوية:
يشهد سوق مستحضرات التجميل نمواً ملحوظاً في المنتجات التي تصف نفسها بأنها “طبيعية” أو “عضوية”. هذه المنتجات غالباً ما تعتمد على مكونات مشتقة من النباتات، المعادن، والمصادر الطبيعية الأخرى، وتتجنب المواد الكيميائية الاصطناعية الضارة.
أمثلة على مكونات طبيعية مفيدة:
- الزيوت النباتية: مثل زيت الجوجوبا، زيت الأرجان، زيت اللوز الحلو، زيت جوز الهند، وزيت الزيتون. هذه الزيوت غنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة والأحماض الدهنية الأساسية.
- الخلاصات العشبية والنباتية: مثل خلاصة الصبار (الألوفيرا)، البابونج، الشاي الأخضر، اللافندر، وإكليل الجبل.
- الزبدات الطبيعية: مثل زبدة الشيا وزبدة الكاكاو، التي توفر ترطيباً مكثفاً وتساعد على حماية حاجز البشرة.
- الطين والمعادن: مثل الطين الأخضر، الطين الوردي، والكاولين، التي تستخدم في أقنعة الوجه لتنقية البشرة وامتصاص الزيوت الزائدة.
- الفيتامينات: مثل فيتامين E (توكوفيرول) وفيتامين C (حمض الأسكوربيك)، التي تعمل كمضادات للأكسدة وتحسن صحة البشرة.
- الزيوت الأساسية (Essential Oils): تستخدم لإضفاء رائحة طبيعية وبعض الخصائص العلاجية، ولكن يجب استخدامها بحذر وبتركيزات منخفضة.
أهمية اختيار العلامات التجارية الشفافة:
ابحث عن الشركات التي تلتزم بالشفافية الكاملة بشأن مكونات منتجاتها وعمليات التصنيع. الشركات التي تفخر بمكوناتها وتوضح مصدرها وطريقة معالجتها هي غالباً الخيار الأفضل. العديد من هذه الشركات توفر معلومات مفصلة على مواقعها الإلكترونية وتلتزم بمعايير صارمة في الإنتاج.
إن التحول إلى مستحضرات التجميل الطبيعية والآمنة قد يتطلب بعض البحث والتجربة، ولكن الفوائد الصحية والبيئية تستحق الجهد. تذكر أن بشرتك تستحق الأفضل، واختيار المنتجات الآمنة هو جزء أساسي من روتين العناية بالذات الشامل.
الخلاصة: نحو جمال واعٍ ومستدام
في ختام هذا الدليل الشامل، نأمل أن تكون قد اكتسبت فهماً أعمق للمكونات التي يجب تجنبها في مستحضرات التجميل، وأهمية اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن ما تضعه على بشرتك. إن رحلة البحث عن الجمال لا يجب أن تكون على حساب صحتك أو سلامتك.
لقد رأينا كيف أن بعض المواد الكيميائية الشائعة، مثل البارابين، الفثالات، السلفات، العطور الاصطناعية، الفورمالديهايد، التريكلوسان، الزيوت المعدنية، والأصباغ الصناعية، يمكن أن تحمل مخاطر محتملة تتراوح من تهيج الجلد البسيط إلى اضطرابات هرمونية وأمراض مزمنة.
إن مفتاح الجمال الآمن يكمن في المعرفة. كلما زادت معرفتك بالمكونات، كلما أصبحت أكثر قدرة على قراءة ملصقات المنتجات بذكاء، والتعرف على المواد الضارة، واختيار البدائل الآمنة والطبيعية.
دعوة للعمل
دعوتنا لك هي أن تصبح مستهلكاً واعياً ومسؤولاً. ادعم الشركات التي تلتزم بالشفافية، تستخدم مكونات آمنة وعالية الجودة، وتضع صحة المستهلك في المقام الأول.
تذكر أن بشرتك هي مرآة لصحتك الداخلية، وأن العناية بها تبدأ من اختيار المنتجات التي تغذيها وتحميها، لا التي تضر بها. نحو جمال حقيقي ينبع من الصحة والوعي، دعونا نختار بذكاء، ونعيش بجمال مستدام.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
ج1: أخطر المكونات الكيميائية التي يجب تجنبها في مستحضرات التجميل تشمل البارابين (Parabens)، الفثالات (Phthalates)، السلفات (Sulfates)، الفورمالديهايد ومطلقاته، والعطور الاصطناعية. هذه المواد ارتبطت بمشاكل صحية تتراوح من تهيج الجلد إلى اضطرابات هرمونية وحتى احتمالية التسرطن.
ج2: لمعرفة ما إذا كان المنتج يحتوي على مكونات ضارة، يجب عليك قراءة ملصق المكونات بعناية. ابحث عن الأسماء الشائعة للمواد الضارة التي ذكرناها في هذه المقالة. يمكنك أيضاً استخدام تطبيقات فحص المكونات المتاحة على الهواتف الذكية، والتي تتيح لك مسح باركود المنتج أو إدخال قائمة المكونات لتقييم سلامتها.
ج3: ليست بالضرورة. على الرغم من أن المنتجات التي تحمل وصف “طبيعية” أو “عضوية” غالباً ما تكون خياراً أفضل، إلا أن هذا لا يضمن سلامتها بنسبة 100%. بعض المنتجات قد تحتوي على مواد ضارة رغم ادعاء الطبيعية (ظاهرة “Greenwashing”). لذا، من الضروري دائماً التحقق من قائمة المكونات الفعلية والبحث عن شهادات الجودة الموثوقة.
ج4: الآثار الجانبية الشائعة للمواد الكيميائية الضارة على البشرة تشمل التهيج، الاحمرار، الحكة، الجفاف المفرط، ظهور حب الشباب، وتفاقم حالات مثل الأكزيما والوردية. هذه التفاعلات تحدث نتيجة لتفاعل البشرة مع هذه المواد، خاصة لدى الأشخاص ذوي البشرة الحساسة أو عند الاستخدام المفرط للمنتجات التي تحتوي عليها.
ج5: يمكن أن تؤثر هذه المواد على الصحة العامة أيضاً، وليس فقط على البشرة. فالبشرة تمتص المواد الكيميائية التي تلامسها، وتنتقل هذه المواد إلى مجرى الدم، ومن ثم إلى الأعضاء الداخلية. هذا الامتصاص يمكن أن يؤدي إلى تراكم السموم في الجسم، مما قد يسبب اضطرابات هرمونية، مشاكل في الجهاز التناسلي، تلف الأعضاء، وحتى زيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان على المدى الطويل.
ج6: العطور المشتقة من الزيوت الأساسية الطبيعية (Essential Oils) تعتبر عموماً أكثر أماناً من العطور الاصطناعية، حيث أنها مستخلصة من مصادر نباتية. ومع ذلك، يجب استخدامها بحذر وبتركيزات منخفضة، حيث أن بعض الأشخاص قد يكون لديهم حساسية تجاه زيوت أساسية معينة، مما قد يسبب تهيجاً جلدياً أو تفاعلات تحسسية.
ج7: البديل الآمن للسلفات في الشامبو هو البحث عن منتجات “خالية من السلفات” (Sulfate-Free) التي تستخدم عوامل تنظيف لطيفة ومشتقة من النباتات. من الأمثلة على هذه البدائل: كوكو جلوكوزيد (Coco-Glucoside)، ديسيل جلوكوزيد (Decyl Glucoside)، لوريل جلوكوزيد (Lauryl Glucoside)، أو ساركوسينات لوريل الصوديوم (Sodium Lauroyl Sarcosinate).
ج8: لا، ليست جميع المواد الحافظة ضارة. المواد الحافظة ضرورية جداً في مستحضرات التجميل لمنع نمو البكتيريا والفطريات والعفن، والتي يمكن أن تسبب تلوث المنتج وتضر بالصحة. المشكلة تكمن في بعض أنواع المواد الحافظة مثل البارابين والفورمالديهايد. هناك بدائل آمنة ومقبولة على نطاق واسع مثل فينوكسي إيثانول (Phenoxyethanol)، بنزوات الصوديوم (Sodium Benzoate)، سوربات البوتاسيوم (Potassium Sorbate).
ج9: تختلف الهيئات التي تنظم سلامة مستحضرات التجميل حسب البلد أو المنطقة. من أبرز هذه الهيئات: إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في الولايات المتحدة، المفوضية الأوروبية (European Commission) في الاتحاد الأوروبي، ووزارات الصحة أو هيئات الغذاء والدواء المحلية في الدول الأخرى. هذه الهيئات تضع لوائح ومعايير لضمان سلامة المنتجات المتداولة في الأسواق.
ج10: نعم، يمكن صنع مستحضرات التجميل الخاصة بك في المنزل لتجنب المواد الضارة والتحكم الكامل في المكونات. ومع ذلك، يتطلب هذا الأمر معرفة جيدة بالمكونات الخام، نسب الخلط الصحيحة، تقنيات التصنيع الآمنة، وأهمية الحفاظ على النظافة والتعقيم لمنع التلوث البكتيري. من الضروري استشارة الخبراء أو اتباع وصفات موثوقة لضمان الفعالية والسلامة.